استعدادا لملاقاة المصائب
استعدادا لملاقاة المصائب
لَتُبۡلَوُنَّ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ أَذࣰى كَثِیرࣰاۚ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ
سورة آل عمران : ١٨٦
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
و يخبر تعالى ويخاطب المؤمنين أنهم سيبتلون في أموالهم من النفقات الواجبة والمستحبة ، ومن التعريض لإتلافها في سبيل الله ، وفي أنفسهم من التكليف بأعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس ، كالجهاد في سبيل الله والتعرض فيه للتعب والقتل والأسر والجراح ، وكالأمراض التي تصيبه في نفسه أو فيمن يحب ، ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب والمشركين (( وأذى كثيراً )) من الطعن فيكم وفي دينكم وكتابكم ورسولكم .
وفي إخباره لعباده المؤمنين بذلك عدة فوائد
منها : أن حكمته تعالي تقتضي ذلك ليتميز المؤمن الصادق من غيره
ومنها : أنه تعالى يقدر عليهم هذه الأمور لما يريده بهم من الخير ليعلي درجاتهم ويكفر من سيئاتهم ، وليزداد بذلك إيمانهم ويتم به إيمانهم فإنه إذا أخبرهم بذلك ووقع كما أخبر ، وقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً
ومنها : أنه أخبرهم بذلك لتتوطن نفوسهم على وقوع ذلك والصبر عليه إذا وقع لأنهم قد استعدوا لوقوعه فيهون عليهم حمله وتخف عليهم مؤنته ويلجؤون إلى الصبر والتقوى
المرجع : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ( سورة آل عمران الآية : ١٨٦ )