متى يبدأ ذكر المساء ؟
متى يبدأ ذكر المساء ؟
قال الشيخ العصيمي حفظه الله
لما فرغ المصنّف من أذكار الصّباح أتبعه بأذكار المساء ، وتقدّم أنّ المساء بعض الليلة ؛ لحديث عثمان :
« ما من أحد يَقُولُ صَبَاحَ كُلّ يَوم ، وَمَسَاء كَل ليلة . . . » الحديث. رواه الترمذي وابن ماجه ، وهو حديث حسن
وفي البخاري في حديث الاستغفار : « مَنْ قَالهَا إِذَا أَصَبَحَ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ . . . » ، و « مَنْ قَالهَا إذا أَمْسَى فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ . . . » ، فجعل الصّباح مع اليوم ، والمساء مع الليلة
و ابتداء الليلة يكونَ ب ( غروب الشمس ) اتفاقًا ، والمساء بعض اللّيلة ، فلا تكون هذه الأذكار قبل غروب الشمس أبدًا ، وهَذَا هو المذهب المنصور ، وإليه ذهب جماعة من أهل العلم ؛ كابن الجزري ، وهو الذي تدلّ عليه الأدلة ، فلا ذكر للمساء إلا بعد غروب الشمس ، لأنّ المساء بعض الليلة ، والليلة لا تدخل إلا بعد غروب الشمس ، فابتداء ذكر المساء من غروب الشمس .
ثمّ مُنتهاه ( غياب الشفق الأحمر ) ، وهي الحمرة التي تخلف غروب الشمس ، فإذا غاب الشفق الأحمر انتهى وقت أذكار المساء ، وعندها يبتدئ وقت العشاء ، وهي أوّل حال للتّغيير بعد غروب الشمس ، فأول حال للتغيير بعد غروب الشمس هي غياب الشفق الأحمر ، وعنده يدخل وقت العشاء
فأقرب الأقوال إلى الصّواب – والله أعلم – أنّ أذكار المساء بين غروب الشمس وغياب الشفق الأحمر ؛ أي : بين أذان المغرب و أذان العشاء على وجه التقريب .
ويُعلم منه أنّه لو قالها قبل صلاة المغرب بعد أذان المغرب كان آتيا بها في وقتها ، لكن الأكمل أن يأتي بها بعد الصّلاة ؛ لأنَّ هَذَا الوقت مما يُعمر بذكر الاستغفار لمن شاء أن يذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فيه كما كانت حال السّلف . ذكره الأوزاعي وأبو الفرج ابن رجب رَحمَهُمُ اللَّهُ تعالى .
المرجع : شرح الخلاصة الحسناء للشيخ العصيمي متنا و شرحا ص/٢٩-٣٠