تقوى الله مفتاح العلوم
تقوى الله مفتاح العلوم
إن من آداب العلم أن يكون العبد يتقي الله في طلبه. ثم استدل البعض لهذا الأدب بقوله تعالى :
(( و اتقوا الله و يعلمكم الله )) سورة البقرة : ٢٨٢
قال الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان معلقا لهذا الاستدلال :
يستدل بعض طلبة العلم لهذا الأدب بقوله تعالى (( و اتقوا الله ويعلمكم الله )) و هذا يستقيم لو لم تكن جملة ” و يعلمكم الله ” مستأنفة.
قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ( 354 / 2 ) : (( و يعلمكم الله )) مستأنفة لا موضع لها من الأعراب ، و قيل هي في موضع نصب على الحال من الفاعل في ” و اتقوا الله “، تقديره : و اتقوا الله مضموناً لكم التعليم والهداية.
و قال أبو البقاء : يجوز أن يكون حالا مقدرة . انتهى
و هذا القول – أعني الحال – ضعيف جداً ، لأن المضارع الواقع حالاً لا يدخل عليه واو الحال إلا فيما شذ ، و لا ينبغي أن يُحمل القرآن على الشذوذ ” . اهـ .
و قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة ( ١ / ۱۷۲ ) : و أما قوله : (( و اتقوا الله و يعلمكم الله )) فليس من هذا الباب بل هما جملتان مستقلتان ، طلبية : و هي الأمر بالتقوى ، و خبرية : و هي قوله تعالى ” و يعلمكم الله ” أي : و الله يعلمكم ماتتقون ، و ليست جواباً للأمر بالتقوى ، و لو أريد بها الجزاء لأتى بها مجزومة مجردة عن الواو ، فكان يقول : ( واتقوا الله يعلمكم ) أو : ( إن تتقوا الله يعلمكم ) أو : ( إن تتقوه يعلمكم ) كما قال : (( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً )) فتدبره اهـ.
المرجع : النبذ في آداب طلب العلم : ١٣