بين السوء و الظلم
بين السوء و الظلم
وَمَن یَعۡمَلۡ سُوۤءًا أَوۡ یَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ یَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ یَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا
سورة النساء : ١١٠
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
واعلم أنّ عمل السوء عند الإطلاق يشمل سائر المعاصي الصغيرة والكبيرة ، وسُمّي سوءاً لكونه يسوه عامله بعقوبته ، ولكونه في نفسه سيئاً غير حسن ، وكذلك ظلم النفس عند الإطلاق يشمل ظلمها بالشرك فما دونَه
ولكن عند اقتران أحدِهما بالآخر قد يُفَسّر كل واحد منهما بما يناسبه ، فيفسّر عمل السوء هنا بالظلم الذي يسوء الناس ، وهو ظلمهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، ويفسّر ظلم النفس بالظلم والمعاصي التي بين الله وبين عبده ، وسمي ظلم النفس ظلماً ؛ لأن نفس العبد ليست ملكاً له يتصرّف فيها بما يشاء ، وإنما هي ملك لله تعالى ، قد جعلها أمانة عند العبد ، وأمره أن يُقيمها على طريق العدل بإلزامها للصراط المستقيم علماً وعملاً ، فيسعى في تعليمها ما أمر به ، ويسعى في العمل بما يجب ، فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة وعدول بها عن العدل الذي ضده الجور والظلم
المرجع : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص ٢٠٦ ( سورة النساء الآية ١١٠ )