ما حكم قول المرء : شكرا
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
السّؤال : هل كلمة ( شكرًا ) ، و ( أرجوك ) حرام ؟
فأجاب رحمه :
الذي ينبغي لمن صنِعَ إلَيْه مَعَرُوف ألا يقتصر على قوله : شكرًا ، وإنّما يقول : جزاك الله خيرًا ، و إذا كانَتِ المكافَأة بالمالِ غيْرَ مُناسبة في مثل تلك الحال ؛ فإنّه يدعو له فيقول : جزاك الله خيرًا ، أعانك الله ، حفظك الله ، وما أشبه ذلك.
وأمّا الاقتصار على الشكر ، فإنّ فيه قُصورًا عن المكافأة ، و لكن مع هذا لا بأس أن يشكُر الإنسَان غير الله على ما فعَلَهُ مَعه من إحسان، و قد قال الله تَبَارَكَ وَ تَعَالَى:
(( و وصينا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَته أمهُ وَهنَا عَلَى وَهنِ وَفِصاله في عَامَينِ أَنِ اشكر لِي وَ لِوَلديك إلي المصير ))
سورة لقمان : 14
فقال : ” أن أشكر لي وَلِوَلِديك “
فدل هذا على أنّ الشكر يجوز أن يَكُونَ لله تعالى و لغيره أيضًا ممن له نعمة عليك ، و كما أنّ النّعمة تكُون مِن غير الله ، فالشكر عليها يَكُون لغير الله أيضًا ، قال الله تعالى لنبيه :
(( وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِي أنعم اللهُ عَلَيْهِ وَأنعَمتَ عَلَيه أمسك عَلَيْكَ زوجك ))
الأحزاب : ۳۷
وأمّا قولُ : أرجوك، فهو أيضا لا بأسَ به ، إذا رَجاهُ في أمر يُمكنُه تحقيقه ، مثل أن يرجوه لحلّ مشكلة ، أو لمساعدة في أمر ، أو لأي غرض من الأمور التي يمكِنه أن يقوم بها، فإنّ هذا لا بأسَ به أيضًا ؛ لأنّه من باب الاستعانة به.
المرجع : المناهي اللفظية : ٤١٠ – ٤١١