العلاقة بين الابتداع والإحداث
العلاقة بين الابتداع والإحداث
قال الشيخ محمد بن حسين الجيزاني حفظه الله
المسألة الرابعة : العلاقة بين الابتداع والإحداث
الابتداع والإحداث يردان في اللغة بمعنى واحد ؛ إذ معناهما : الإتيان بالشيء المخترع بعد أن لم يكن
وأما في المعنى الشرعي فقد دلت الأحاديث الأربعة المتقدمة على أن للبدعة في الشرع اسمين : ” البدعة والمحدثة “. إلا أن لفظ البدعة غلب إطلاقه على ” الأمر المخترع المذموم ، في الدين خاصة “ . وأما لفظ المحدثة فقد غلب إطلاقه على ” الأمر المخترع المذموم ، في الدين كان أو في غيره “
وبهذا يعلم أن الإحداث أعم من الابتداع ؛ لكون لفظ الإحداث شاملا لكل مخترع مذموم ، في الدين كان أو في غيره ، إذ يدخل في معنى الإحداث : الإثم وفعل المعاصي ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم :
من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا
قال ابن حجر :
أي أحدث المعصية
وبذلك يتبين لنا أن لفظ المحدثة ـ بهذا النظر – متوسط بين معنيي البدعة في اللغة والشرع ، فهو أخص من معنى البدعة في اللغة ، وأعم من معناها في الشرع .
المرجع : قواعد معرفة البدع ص.٢٤ – ٢٥