إرشاد إلهي عند مواجهة المشاكل
إرشاد إلهي عند مواجهة المشاكل
قال الله تعالى
(( فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ ))
سورة آل عمران : ١٥٩
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
(( و شاورهم في الأمر ))
أي : الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر ، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما يمكن حصره :
منها : أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله
ومنها : أن فيها تسميحاً لخواطرهم وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث ، فإنّ مَن له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل ، وشاورهم في حادثة من الحوادث ، اطمأنت نفوسهم وأحبوه وعلموا أنه ليس يستبد غيه ، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع ، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته لعلمهم بسعيه في مصالح العموم ، بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ولا يطيعونه ، وإن أطاعوه فطاعة غير تامة
ومنها : أن في الاستشارة تنور الأفكار بسبب إعمالها فيما وضعت له ، فصار في ذلك زيادة للعقول
ومنها : ما تنتجه الاستشارة من الرأي المصيب ، فإن المشاور لا يكاد يخطيء في فعله ، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم
فإذا كان الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم – وهو أكمل الناس عقلاً وأغزرهم علماً وأفضلهم رأياً – : ((وشاورهم في الأمر )) فكيف بغيره ؟ ثم قال تعالى : (( فإذا عزمت )) أي : على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه إن كان يحتاج إلى استشارة فتوكل على الله ؛ أي : اعتمد على حول الله وقوته متبرئاً من حولك وقوتك ، (( الله يحب المتوكلين )) عليه اللاجئين إليه
المرجع : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الآية ١٥٩ ص/١٥٢ ( سورة آل عمران )