بقدر ثباتك على هذا الصراط
قال ابن القيم رحمه الله
وللهداية مرتبة أخرى وهي آخرُ مَرَاتِبهَا وَهِي الهدَايَة يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى طريق الجنّة ، وَهُوَ الصرَاط المُوَصّلُ إِلَيْهَا
فَمَن هُدِي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم ، الذي أرْسَلَ به رُسُلَهُ ، وَأَنْزَلَ بِهِ كتَبَهُ ، هدِي هنَاكَ إِلى الصّراط المستقيم ، المُوَصّل إلى جنته وَدَارِ ثوابه ، وَعَلَى قَدرِ ثبُوتِ قَدَم الْعَبْدِ عَلَى هَذَا الصراط الَّذِي نصبهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ في هذِهِ الدارِ يَكُون ثبُوتِ قَدَمِهِ عَلَى الصّراط المَنسُوب عَلَى مَتن جَهَنَّمَ ، وَعَلَى قَدَرِ سَيْره عَلَى هَذَا الصراط يَكُونُ سَيرُهُ عَلَى ذاكَ الصّراط ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمر كالبرق ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُر كالطرف، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْرُ كالرّيح ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْرُ كشد الرّكاب ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى سَعيًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مشيا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحبو حَبوا ، وَمِنهُمُ الْمخدوش الْمُسلم ، وَمِنهم المكردس في النَّارِ ؛ فَلْيَنظر الْعَبْدُ سَيْرَهُ عَلَى ذَلِكَ الصّراط مِنْ سَيْره عَلَى هذا، حَذو الْقذة بالقذة ، جَزاء وفاقا((هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) النمل : ٩٠
” مدارج السالكين ” ص : ٣٩